Jumaat, 11 September 2009

Umur tidak menjadi syarat....


الحاج طه يلتحق بجامعة الأزهر وعمره 74 عامًا

الحاج طه يسعى لإكمال تعليمه بالأزهر

- حصلتُ على الثانوية منذ 54 عامًا ووالدي رفض التحاقي بالجامعة

- والدتي كلمت السر في تفوقي منذ صغري وحفظي للقرآن الكريم

- عندي 11 ابنًا وبنتًا جميعهم يدرسون بالأزهر وأصبحت زميلاً لبعضهم

حوار- أسامة جابر:

حقًّا التعليم لا يعترف بسن أو عمر، هذا هو حال الحاج طه محمد غانم، هذا الشيخ المسن الذي تجاوز عمره الرابعة والسبعين، فمنذ الصباح الباكر ليوم الأربعاء التاسع من سبتمبر 2009م الموافق التاسع عشر من شهر رمضان، ورغم حرارة الجو وتعب الصوم اخترق الحاج طه أو الطالب طه صفوف الطلاب المتقدمين لمكتب تنسيق جامعة الأزهر، حاملاً في يده مظروفًا به أوراق التحاقه بالجامعة، ورغم أن الحاج طه من مواليد 7/10/1935م بمركز ملوي محافظة المنيا، ولديه أحد عشر ولدًا إلا أنه اخترق الصفوف بهمة ونشاط ليلحق له مكانًا بين مدرجات طلاب الفرقة الأولى

.

الكل في مكتب التنسيق من طلاب وموظفين نظروا إليه بدهشةٍ واستغراب، وبانت في أعينهم أسئلة محددة منها، ماذا يفعل هذا الشيخ بين أحفاده أو إن صح التعبير أبناء أحفاده، وهو ما دفعنا أيضًا إلى الاقتراب منه لنسأله عن سبب وجوده هنا بين طلابٍ لا يتجاوز عمر أكبرهم 20 عامًا، قال لنا الحاج طه وهو يبتسم "منذ وطئت قدمي الجامعة والجميع يتفقدني بأبصاره ويبرز في أعينهم سؤال واحد عن سبب وجودي هنا ضمن الطلاب"، وتابع قائلاً: ليس غريبًا وجودي هنا، لكن الغريب عدم وجودي هنا، مشيرًا إلى أنه ربَّى جميع أبنائه على حبِّ الأزهر والقرآن الكريم، وأدخل كافةَ أبنائه الأحد عشر جامعة الأزهر، وقد حصل ابنه الأكبر أحمد على تقدير "امتياز" في السنة النهائية، وكان الأول على دفعته في كلية الزراعة، وحصلت ابنته هدى على تقدير جيد جدًّا في السنة النهائية لكلية أصول الدين قسم دعوة وفلسفة إلى جانب أن جميع أبنائه الآخرين ما زالوا طلابًا بجامعة الأزهر وهم متفوقون يحصلون على أعلى التقديرات.


وأضاف الحاج طه بعد أن التقط أنفاسه: وجودي هنا ضمن الطلاب صغار السن، ورغم كبر سني تأكيد أن تعلُّم علوم القرآن والحديث وأصول الدين والشريعة لا ترتبط بسن وليس لها عمر، كما أن الالتحاق بالأزهر لا يخضع للمثل القائل "بعد ما شاب ودوه الكُتاب"؛ لأن الأزهر هو الثروة الوحيدة التي تمتلك إرث النبي صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن القرآن يجب أن يجري في دماء كل مسلم ما دامت أنفاسه مستقرةً، وأضاف أنه لا حياةَ بدون القرآن الكريم، ومَن يحيا بدون القرآن فهو ميت لا يضيف لحصيلة حياته شيئًا.


تفوق منذ الصغر

ويقص الحاج طه مشواره مع التعليم قائلاً: "منذ طفولتي والكل يشير إليَّ "بالتميز" سواء في التحدث باللغة العربية أو الخطابة وسرعة حفظ كتاب الله؛ حيث ربتني أمي فاطمة حسن أبو الخير التي كانت في صغرها تلميذة بكتاب الشيخ سعد بلاشة بملوي على حبِّ القرآن منذ الصغر، وقام والدي بإلحاقي بكتاتيب ملوي بعد إلحاح والدتي الشديد، وحفظت في هذه الكتاتيب ما يتجاوز 15 جزءًا من القرآن في سن مبكرة على يد الشيخ محفوظ الوردي، وقد كنت متفوقًا على أقراني بالكتاب، وحصلت وقتها على أغلب جوائزه، وكانت أمي توفِّر لي كتب شيوخ الأزهر، وتجلس معي تقرأ لي وهو ما ساعدني على الاطلاع على غالبية تفاسير القرآن من صغري، كما حفظتُ الكثيرَ من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.


أمي سبب تفوقي

ويستكمل الحاج طه ذكرياته مع التعليم قائلاً: "نلتُ الشهادة الابتدائية بعد أربع سنوات بتفوقٍ من نظارة المعارف ثم حصلت على الشهادة الثانوية الأزهرية عام 1959م، ومدتها خمس سنوات من المدرسة الإسلامية الثانوية في أسيوط بمجموع 85%، وكان هذا المجموع آنذاك أستطيع به أن ألتحق بجميع كليات القمة بالأزهر، لكن كانت كليات الطب والهندسة وغيرها قاصرةً على الأثرياء وأبناء الوزراء، وكانت كلياتها بالقاهرة فقط بخلاف كليات العلوم الدينية التي كانت متاحةً بمدن المحافظات إضافةً إلى القاهرة، كما حصلتُ على تكريمٍ من المدرسة الإسلامية لتفوقي على أقراني في الشهادة الثانوية.


ويستطرد الحاج طه قائلاً: امتحانات الثانوية كانت تعتمد على الاجتهاد والمنافسة الجادة، ولم يكن هناك غش، وكنا طلابًا قليلين، وليس عددنا كثيرًا مثل الآن، وكان الطالب لا يستطيع تخطي مرحلة إلا بعد حفظه للقرآن ثم الاطلاع على تفاسيره وعلومه، وكنا نؤدي الامتحانات في أجواء رائعة من المنافسة والأخوة، وكان أساتذتنا جميعًا إجلاء وأصحاب علمٍ غزيرٍ يستفيضون به علينا.


وعن عدم التحاقه بالتعليم الجامعي يتذكر الحاج طه هذه الأيام قائلاً: "عقب ذلك قام والدي بإجباري على العمل بالزراعة والفلاحة معه، ورَفَضَ إلحاحي وإلحاح والدتي في استكمال مرحلة العالمية "بكلية" علوم القرآن الكريم، وبالفعل تفرغتُ لمتابعة المزارعين الذين يعملون في أرضنا، بل والعمل معهم؛ حيث كان عيبًا على مَن يملكون أرضًا زراعيةً أن يتركوا المزارعين يعملوا بمفردهم دون مساعدتهم فكان من المعروف عندنا أن صاحب الأرض الزراعية يعمل مع المزارعين مثلهم تمامًا.


وأثناء هذا الانقطاع أمدتني أمي بالكثير من كتبِ العلم، وكانت دائمًا تمدني بكل جديدٍ لنتدارسه معًا بعد عودتي من العمل بالأرض، وعند بلوغي سن 20 عامًا قامت أمي باختيار بنت خالتي للزواج منها، وكانت هي أيضًا في صغرها تتعلم بكتاب الشيخ محفوظ الوردي، وتعاهدنا على تنشئةِ أبنائنا على حبِّ الأزهر والقرآن الكريم، وعند ولادة أحمد عام 75 ثم هدى بعده بعامين اتفقنا على إلحاقهم بالأزهر مباشرةً عند بلوغ السن المطلوب، ثم تلا ذلك أبنائي الآخرون، وفي عام 1999م، رشحني شيوخ الأزهر بالمنيا لـ"جائزة الأب النموذجي" على مستوى المحافظة لما رأوه من فضل القرآن الكريم على أبنائي في التفوق والخلق.


ومن يومها قررتُ وبعونٍ من زوجتي التي شاركتني حياة الجدِّ والصبر على الالتحاق باختبارات الثانوية الأزهرية بمعهد المنيا الديني، ونجحت بمجموع 80% لرغبتي في تكملة حلمي الذي منعني منه والدي في الالتحاق بكلية "علوم القرآن الكريم بجامعة الأزهر" لأكون مثل علماء الأزهر "الدكتور زغلول النجار وغيره".


Tiada ulasan: